spot_img
Homeتراث ومستقبلأبو جوليا ورأيه في المرأة والمطبخ اللبناني... ماذا كان يعمل قبل الطهي؟

أبو جوليا ورأيه في المرأة والمطبخ اللبناني… ماذا كان يعمل قبل الطهي؟

spot_img

اختار لقب “أبو جوليا” ليبدأ مشواره. حبه لمهنته جعله متميزاً في عالم السوشيال ميديا عامة وعالم الطبخ خاصة. مجرد أن يقول عبارة “حبايبنا اللزم” إعلم أنك على وشك سماع قصة أبطالها هم أطباق تجول العالم. يصفه متابعوه بالمختلف المستقل ويعتبرونه حالة خاصة لا يمكن أن يقارن.

يتساءل البعض: لماذا أطلق على نفسه كنية “أبو جوليا”؟ فيوضح   لـ”النهار العربي”  إن لديه 6 أصدقاء يتشارك معهم اسمه وهو (محمد) وكان من الصعب التفرقة بينهم، ولكي يسهلوا الأمر على أنفسهم استخدموا الألقاب، وبما أنه يحب اسم جوليا باتوا ينادونه بذلك، وقد اختار اسما سيكون اسم ابنته أيضاً في المستقبل.

وعند تأسيس صفحته الخاصة شعر أن “أبو جوليا” هو الاسم الأنسب لذلك، وبالتأكيد كان موفقاً به.

حصد أبو جوليا قلوب الملايين، ولهذه المحبة أسباب عدة يفسرها،  منها يتعلق بالقصص التي يرويها وتجعل المشاهد يستمتع وهو على مقربة منه.

يتصرف أبو جوليا بعفوية، أي أنه قد ينسى بعض الأمور مع رشة لخبطة، أو ربما عدم نجاح أحد الأطباق، وهذا أمر عادي للغاية، وفي حال عدم علمه ببعض الأطباق فهذا لا يقف عائقاً في وجهه، بل يحاول أن يطبقها بأسهل الطرق، وهذا ما يلغي الحواجز بينه وبين متابعيه.

اعتدنا على جملة أن المرأة مكانها المطبخ، ولكنّ ل”أبو جوليا” رأياً آخر، حيث قال إن إجابته قد تكون غريبة بعض الشيء. وأكمل: “أنا أدعم المرأة من جميع الجهات، وخاصة المعنفات والمهمشات منهن،  ولكن في الوقت نفسه أنا لست نسوياً أو مع حركة النسوية من منطلق المساواة في المنزل”. وأضاف: “أنا أعتبر نفسي تقليدياً في هذه الأمور، وأعتبر أن المرأة يمكن أن تعبّر عن اهتمامها بزوجها وأطفالها ومشاعرها لمن حولها بالأمور التي تجعلها تشعر بالمسؤولية  أو المتحكمة بالأمور التي تعبّر عن الحب، ومن ضمنها إعداد الطعام، والكلام الجميل والدعوات، سواء أكانت زوجة أو أماً، تهتم بك بتقديم كوب الشاي إذا كنت مريضاً.

وأكد “أن الرجل يمكنه فعل هذا أيضاً، لكن أشجع المرأة على أن تطبخ كتعبير عن الحب وليس كخدمة للرجل، واختصر كلامه على هذا السؤال بأنه يشجع الرجل على أن يطبخ لأنه يشارك بالمسؤولية، أما المرأة فتعبر عن حبها بالطبخ”.

يعتبر البعض أن الرجل دقيق في أمور الطبخ، وأوضح محمد أن ” في العموم، الرجل دقيق في كل شيء، ويركز على التفاصيل مهما كانت المهنة، ما يساعد الرجال على أن نكون متقنين العمل، ولكن هذا ليس شرطاً ولا دليلاُ على أن الرجل أكثر مهارة في الطبخ من المرأة”.

أما عن رأيه بالمطبخ اللبناني فأبدى أبو جولياً إعجابه الكبير فيه وقال: “عندما انتقلت للعيش في بريطانيا جرّبت العديد من المطاعم المختلفة والمتنوعة بهويتها وأطباقها، وعلى قدر اعتزازي وحبي للمطبخ الفلسطيني، إلا أني أحب التنوع الرهيب الذي يمتلكه المطبخ اللبناني”.

وتابع:” أتعجب من الأفكار التي يبتكرونها، ومنها الكبة الأرنبية التي سيتعلمها لتجربتها لاحقاً. وتكلم عن مدى استغرابه من مكوّناتها ومزج الليمون الحامض مع البرتقال والطحينة والكبة، وشعر أن المطبخ اللبناني قريب من المطبخ الإيطالي بالبساطة”.

ينتظر جمهور أبو جوليا مشاريع عدة لتجربة أطباقه المتنوعة، وأكد أن لديه “بعض المشاريع يعمل عليها لكن ليس متأكداً من فكرة افتتاح مطعم، مع أن هناك جهات عدة تواصلت معه للعمل على هذه الفكرة، لكنه يرفضها، لأن الموضوع ليس سهلاً كما يظن البعض.

وأضاف: “أنا حريص على أن يقدم عملي بالطريقة التي تعودوا عليها، وأخشى ألا يتحقق ذلك وتنعكس سلباً”.

وشجع أبوجوليا الناس على أن يطبخوا في المنزل ويتعودوا على ذلك، لكن هذا لا يمنعه في المستقبل أن يقبل عرضاً يحافظ على وصفات أبو جوليا ويمكنه من تقديمها للناس دون اللجوء إلى مطاعم وغيرها.

قبل مهنة الطبخ كان أبو جوليا يعمل مترجماً، وذكر أيضاً أنه عمل في السابق فيما يصل إلى أربعين وظيفة، ابتداءً من عمر 15 سنة إلى عمر الـ35، وتنوعت بين النجارة والبناء وحتى “العتالة”، وفي الوقت نفسه عمل كمترجم في أحد المطاعم التي يعمل فيها أشهر الطهاة، لكن من أكثر الأمور التي أحب أن أعمل بها لكن الظروف لم تسمح بها هي هندسة البناء.

ويستذكر حياته مع والده عندما كانا يأخذان الحديد ويحولان الأراضي الفارغة إلى مبنى ضخم كامل.

يشاع عن الرجال أنهم “لا يعجبهم العجب”، خاصة فيما يتعلق بالطبخ، أي يتحججون بملوحة الأكل أو مرارته، هنا برر أبو جوليا هذا التصرف بعلاقته بالموروث، وأن الرجل يذهب للعمل من الصباح الباكر ويعود حتى منتصف الليل، بينما المرأة تعمل ليلاً نهاراً في المنزل تطبخ وتنظف، كما تعود الرجل على مر الزمن أن يرجع إلى المنزل بعد يوم طويل ويرى كل شيء جاهزاً، لكن يتهيأ له أنها لم تفعل شيئاً طيلة النهار. وقد يكون ذلك التصرف نابعاً عن دلع أو تفريغ طاقة بعد يوم شاق.

النهار