بالنسبة لمعظم مليارديرات العالم، فإن رحلة إلى منتجعات (بالي) السياحية الفاخرة والمكلّفة جدا لا تتجاوز كونها قطرة في سيل الخدمات الباهضة التي بإمكانهم اقتناؤها دونما أي عناء، ذلك أن المنظور الذي يرون به المال من مواقعهم وقوتهم الاقتصادية يختلف جذريا عن منظورنا نحن الأشخاص العاديون، وهذا وفقا للكثير من الطرق.
هل تعلم عزيزي القارئ أن المليادير العادي بإمكانه بسهولة تامة أن يتحمل تكاليف إنفاق 80 مليون دولار في العام، بينما يجني معظم المواطنون الأمريكيون من الطبقة المتوسطة ما معدله 60 ألف دولار سنويا -هذا دون ذكر مداخيل المواطنين في أغلب البلدان العربية على سبيل المقارنة احتراما لمشاعري الخاصة ومشاعركم أعزائي القرّاء-.
وفقا لمكتب الإحصاء الأمريكي، فإن معدل الدخل الأسري الأمريكي يقدر بـ56039 دولارا أمريكيا في السنة الواحدة، ومع كون عدد المليارديرات في العالم لا يتعدى الـ2000 مليارديرا، فمن الصعب على بقية سكان العالم تخيل القوة الاقتصادية والشرائية التي تتصف بها نخبة أثرياء العالم هذه.
وكما قلنا سابقا، فقد حللنا الأرقام لتبسيط مقارنة قوة الإنفاق الشرائية لملياردير لا تتجاوز ثروته 2 مليار دولار مقارنة مع القوة الشرائية لمواطن عادي في العالم المتقدم.
ولعلمك عزيزي القارئ، عندما يقوم ملياردير متوسط الثروة بسحب نسبة سنوية تقدر بـ4 بالمائة من ثروته البالغة 2 مليار دولار من أجل إنفاقها على مختلف الأغراض والخدمات، فإن هذه النسبة لن تكون أقل من 80 مليون دولار. ووفقا لهذه النسبة، فإن قيمة دولار واحد بالنسبة للفرد الأمريكي العادي تعادلها قيمة 1355 دولارا بالنسبة لهذه الملياردير.
ويعني هذا أن ذلك الشعور الغريب الذي تحس به في معدتك عند إنفاقك مبلغ مائة دولار في عملية شراء واحدة، هو تقريبا نفس الشعور الذي ينتاب الملياردير لدى إنفاقه 135000 دولار في عملية شراء واحدة كذلك.
موقع دخلك بتعرف