spot_img
Homeتراث ومستقبلأفاميا: مدينة الأعمدة الخالدة في قلب التاريخ السوري

أفاميا: مدينة الأعمدة الخالدة في قلب التاريخ السوري

spot_img

في قلب سهل الغاب، وعلى ضفاف نهر العاصي، تنهض أفاميا كأنها قصيدة حجرية تروي فصولًا من المجد الهلنستي والروماني. ليست مجرد أطلال، بل ذاكرة نابضة لحضارة امتزج فيها الفكر، والفن، والسلطة، لتصنع من أفاميا واحدة من أعظم مدن الشرق القديم.

تاريخ التأسيس والتحول الحضاري

  • تأسست أفاميا في القرن الثالث قبل الميلاد على يد الملك سلوقس الأول نيكاتور، أحد خلفاء الإسكندر الأكبر.
  • أطلق عليها اسم “أفاميا” تكريمًا لزوجته “أفاميا”، لتصبح مركزًا إداريًا وعسكريًا هامًا في الدولة السلوقية.
  • لاحقًا، ازدهرت تحت الحكم الروماني والبيزنطي، واحتضنت مدارس للفلسفة واللاهوت، مما جعلها منارة فكرية في الشرق. العمارة: الأعمدة التي تتحدى الزمن
  • تشتهر أفاميا بشارعها الرئيسي الذي يمتد لأكثر من 2 كم، ويُعد من أطول الشوارع المرصوفة بالحجارة في العالم القديم.
  • يصطف على جانبيه أكثر من 1200 عمود كورنثي، بعضها يبلغ ارتفاعه 9 أمتار، في مشهد معماري يأسر الأبصار.
  • تضم المدينة أيضًا بقايا مسارح، حمامات عامة، كنائس بيزنطية، وقصور ذات فسيفساء مذهلة، أبرزها فسيفساء “الصيد” التي تُعد من أكبر وأجمل اللوحات الأرضية في الشرق الأوسط. الموقع الجغرافي وأهميته الاستراتيجية
  • تقع أفاميا شمال غرب مدينة حماة، وتطل على سهل خصب، مما منحها موقعًا مثاليًا للتجارة والزراعة.
  • كانت نقطة وصل بين البحر المتوسط والداخل السوري، مما عزز دورها كمركز اقتصادي وثقافي. الرمزية الثقافية والروحية
  • لعبت أفاميا دورًا مهمًا في التاريخ المسيحي، إذ كانت مقرًا لأسقفية مؤثرة في القرون الأولى.
  • كما احتضنت تيارات فكرية متعددة، من الفلسفة اليونانية إلى اللاهوت المسيحي، مما جعلها ملتقى للحوار الحضاري. أفاميا اليوم: بين التحديات والأمل
  • تعرضت المدينة لأضرار جسيمة خلال السنوات الأخيرة، نتيجة النزاعات والنهب، ما يهدد تراثها الفريد.
  • رغم ذلك، تبقى أفاميا رمزًا للصمود الثقافي، ومصدر إلهام للباحثين والمهتمين بالتراث الإنساني.
  • هناك جهود دولية ومحلية لإعادة ترميمها، وإحياء دورها كموقع سياحي وثقافي عالمي. أفاميا… حين يتكلم الحجر

في أفاميا، لا تتكلم الآثار فحسب، بل تصرخ بالحكمة والجمال. كل عمود فيها هو شاهد على حضارة لا تموت، وكل فسيفساء تحكي قصة عشق بين الإنسان والمكان. إنها ليست مجرد مدينة أثرية، بل مرآة لروح سوريا العميقة، التي لا تنكسر مهما اشتدت العواصف.