spot_img
Homeأرقامأمسية وجدانية في حمص: السباعي يروي 27 عاماً خلف القضبان شعراً وسرداً

أمسية وجدانية في حمص: السباعي يروي 27 عاماً خلف القضبان شعراً وسرداً

spot_img

في أمسية جمعت بين الشعر والسرد الوجداني، وقف الشاعر والمعتقل السابق في سجون النظام البائد محمد سبيع السباعي، يروي محطات من حياته أمام جمهور اكتظت به قاعة سامي الدروبي في المركز الثقافي بمدينة حمص مساء اليوم.
حمل اللقاء ذكريات أليمة وأوقاتاً عصيبة عاشها السباعي خلال سنوات شبابه التي أضاعها خلف قضبان السجون، قاربت الثلاثة عقود.
الأمسية، التي نظمتها مديرية الثقافة بحمص، كانت مناسبة للشاعر ليشارك تجربته المؤلمة التي ظلت حاضرة في الذاكرة، حيث تحدث عن مسقط رأسه حمص، ونسج أبياتاً من الشعر تعبّر عن وجعه من الغربة عن الوطن والأهل.
جاءت مطاردة سلطات النظام البائد له بعد تخرجه من جامعة دمشق عام 1975، لتدفعه إلى سنوات من التخفي انتهت باعتقاله في آذار عام 1978، ليقضي بعدها 27 سنة مريرة متنقلاً بين سجني المزة وتدمر، حيث واجه، إلى جانب رفاقه، كل أشكال التعذيب والحرمان والمرض.
خرج السباعي من السجن في عام 2004، وبعد أن أمضى أكثر من نصف عمره في المعتقل، ليتزوج وهو في الثانية والخمسين ورُزق بخمسة أطفال، لكنه اضطر إلى مغادرة سوريا باتجاه السعودية منذ 13 عاماً بسبب الملاحقات الأمنية مجدداً من النظام البائد خلال الثورة السورية.
ومع بدء عهد النصر والتحرير، عاد السباعي إلى وطنه، يحمل قصائده التي تخلّد ذكرى الرفاق الذين غابوا عن لحظة الانتصار، ويسترجع مع الجمهور مشاهد الكرامة والحرية المستعادة.
خلال الأمسية، ألقى السباعي قصائد مختارة من ديوانه الرحيل إلى مدينة الشمس، حيث صوّر في كلماته الألم الذي عاشه وأرشَف لحظات قاسية بصياغة صادقة تعكس روح التحمل وقوة التجربة، ومن أبرز ما ألقاه: في الحمام مذبحة..وعند حلاقة الشعر.. وعند تنفس الأحرار في الباحات..يا رباه ما يجري.

محمد سبيع السباعي، تم تكريمه من قِبل وزارة الثقافة السورية خلال ندوة أقيمت في نيسان الماضي تحت عنوان 27 عاماً وراء القضبان وملامح من ثقافة الصبر والنصر.