رغم مرور أكثر من 150 عامًا على انتقال العاصمة الكمبودية من أودونغ إلى بنوم بنه، لا تزال هذه المدينة التاريخية تحتفظ بسحرها وأهميتها، خصوصًا لدى العائلة الملكية. تقع أودونغ على بُعد 35 كيلومترًا من العاصمة، وكانت مقر الحكم من عام 1618 حتى منتصف القرن التاسع عشر.
إرث تاريخي وروحي
يعود اسم “أودونغ” إلى الكلمة السنسكريتية “uttunga” التي تعني “المرتفع” أو “السامٍ”، وهو اسم يليق بتلالها التي تعلوها ستوبات بوذية مزخرفة تضم رفات 16 ملكًا كمبوديًا. للوصول إلى القمة، يتوجب تسلق أكثر من 500 درجة، وسط مشاهد روحانية من أعلام بوذية، ورهبان بأرديتهم البرتقالية، وعروض الزهور والفاكهة.
من أبرز معالمها معبد فضي مزخرف بنقوش الفيلة وتمثال بوذا الذهبي، بالإضافة إلى عمود حجري يحمل أربعة وجوه لبوذا، تمنح المكان هالة غامضة خاصة في الأجواء الضبابية.
وجهة مهملة رغم فرادتها
رغم قربها من بنوم بنه، لا تزال أودونغ مجهولة نسبيًا للسياح الدوليين، إذ يفضل كثيرون التوجه مباشرة إلى أنغكور وات أو دول مجاورة. لكن أودونغ، بحسب المرشد ناو سوك، تقدم تجربة مختلفة: رحلة قصيرة تغني الزائر بتاريخ كمبوديا وتربط بين ماضيها الملكي وحاضرها.
جهود لإحياء المكان
رشّحت كمبوديا أودونغ للانضمام إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2020، لكنها لم تُدرج بعد. ومع افتتاح مطار جديد في بنوم بنه واستثمارات حكومية في البنية التحتية السياحية، قد يتغير ذلك قريبًا.
تجربة زيارة أصيلة
ينصح بزيارة أودونغ صباحًا لمشاهدة شروق الشمس، مع تخصيص يوم كامل لاستكشاف المجمّع، زيارة مركز التأمل القريب، وسوق أودونغ المحلي. لا توجد أكشاك تذكارات أو خرائط، والدخول مجاني، ما يمنح الزائر تجربة هادئة وأصيلة.
كما تضم أودونغ نصبًا تذكاريًا لضحايا نظام الخمير الحمر، ما يضيف بُعدًا إنسانيًا وتاريخيًا مؤثرًا للزيارة.





