spot_img
Homeتراث ومستقبلحمامات شهبا… تحكي تاريخاً عمره آلاف السنين

حمامات شهبا… تحكي تاريخاً عمره آلاف السنين

spot_img

تقع الحمامات الكبرى في مدينة شهبا شمال محافظة السويداء، وتُعد من أبرز المعالم الأثرية التي تعكس تطور الهندسة الرومانية في القرن الثالث الميلادي، خلال فترة حكم الإمبراطور فيليب العربي. أنشئت هذه الحمامات ضمن مشروع عمراني متكامل يهدف إلى تحويل شهبا إلى مدينة رومانية نموذجية.

التخطيط المعماري

تتألف الحمامات من ثلاث قاعات رئيسية: قاعة استقبال، قاعة وسطى، وقاعة الهواء الساخن. وقد صُممت بأسلوب يراعي الوظائف الحرارية والتوزيع الهندسي للمياه، مع استخدام أنابيب حجرية بازلتية لنقل المياه الساخنة وتوزيعها داخل الجدران.

نظام المياه

اعتمدت الحمامات على نظام متطور لجلب المياه من نبع الطيبة عبر قنوات حجرية وقناطر مائية، وفق مبدأ الآنية المستطرقة، ما يضمن تدفقاً مستمراً ومتوازناً للمياه إلى مختلف أجزاء المدينة، بما فيها الحمامات والمنازل.

الوظيفة الاجتماعية

لم تكن الحمامات مجرد منشآت للاستحمام، بل شكلت مركزاً اجتماعياً وثقافياً، حيث اعتاد السكان على اللقاء وتبادل الأحاديث وعقد الاجتماعات، مما يعكس دورها الحيوي في الحياة اليومية آنذاك.

الأهمية التاريخية

تُعد الحمامات الكبرى في شهبا شاهداً على مستوى التقدم العمراني في المنطقة، وعلى قدرة الرومان على توظيف الموارد المحلية، كحجر البازلت، في بناء منشآت عامة ذات طابع وظيفي وجمالي. كما ترتبط الحمامات بروايات شعبية توثق دورها في تاريخ المدينة، ومنها قصة الحمام الذي دلّ الغزاة على مصدر المياه أثناء الحصار.

هذا المعلم يستحق مزيداً من الاهتمام والتوثيق، كونه يمثل جزءاً من الهوية الثقافية والمعمارية للجنوب السوري.