في حوار تلفزيوني اتسم بالشفافية والدفء الإنساني، أطلت المخرجة السورية رشا شربتجي عبر برنامج “وبعدين” مع الإعلامية رابعة الزيات، لتفتح نوافذ على محطات مفصلية في حياتها الشخصية والمهنية، وتكشف عن ملامح عملها الدرامي الجديد “مطبخ المدينة”، الذي تعود من خلاله إلى عمق الواقع السوري، كما تحدثت عن علاقتها المعقدة بوالدها الراحل المخرج هشام شربتجي، وعن رؤيتها للحياة والعائلة بعد تجاوزها هاجس الأمومة.
“مطبخ المدينة”: دراما الواقع بلا رتوش
في حديثها عن مسلسل “مطبخ المدينة”، أكدت شربتجي أن النص لم يخضع لأي تعديل رغم تأجيل التصوير بسبب الظروف الراهنة في سوريا، مشددة على أن العمل لا يسعى لتجميل الواقع أو تزييفه، بل يقدّم صورة صادقة عن الحياة السورية قبل الانهيار.
وقالت: “نريد أن نروي المرحلة كما كانت”، مضيفة أن الرقابة باتت أكثر مرونة وتفهماً، خصوصاً في ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية التي عايشها السوريون، ما يفتح الباب أمام تناول أكثر جرأة وواقعية في الدراما.
هشام شربتجي… الغائب الحاضر
في لحظة وجدانية مؤثرة، استذكرت رشا علاقتها بوالدها الراحل هشام شربتجي، كاشفة أنها لم تلتقِ به طوال أول عشرين عاماً من حياتها التي قضتها في مصر مع والدتها. وعن أول تواصل بينهما، روت أنها سألته ببساطة مؤلمة: “ليه كدا يا بابا؟”، ليأتي رده بعد صمت طويل: “أنا آسف”.
وأوضحت أن غيابه لم يكن بدافع القسوة، بل نتيجة ضعف في مواجهة المواقف العاطفية، قائلة: “كان قوياً في عمله، لكنه كان هشاً أمام العاطفة في حياته الشخصية”.
الأمومة… من هاجس إلى تصالح
بصراحة نادرة، تحدثت شربتجي عن علاقتها بفكرة الإنجاب، مشيرة إلى أنها كانت تعيش هاجساً كبيراً تجاه الأمومة قبل عشر سنوات، لكنها اليوم تنظر إلى الأمر بروح متصالحة ورضا داخلي.
قالت: “أشعر أنني أنجزت شيئاً مهماً في حياتي، فمحبة الناس في الشارع تكفيني، وأعتبرهم عائلتي الكبيرة”، مضيفة أن الله أنعم عليها بالصحة والنجاح وشريك حياة محب.
شراكة ناضجة مع إبراهيم الشيخ إبراهيم
عن علاقتها بزوجها الممثل إبراهيم الشيخ إبراهيم، وصفتها رشا بأنها علاقة متكاملة تجمع بين الصداقة والحب والتفاهم. وكشفت أنها سألته قبل الزواج عن موقفه في حال لم تتمكن من الإنجاب، فأجابها بأنه لا يحمل هاجس الأبوة، ما اعتبرته دليلاً على نضجه وتقبله للحياة كما هي.
رشا شربتجي، التي لطالما عُرفت بقدرتها على التقاط التفاصيل الإنسانية في أعمالها، تثبت مجدداً أن الصدق هو أقوى أدوات الفن. سواء في حديثها عن الدراما أو عن حياتها الخاصة، تظل رشا صوتاً نسائياً جريئاً، يروي الحكاية كما هي—بلا أقنعة، وبكثير من الشجاعة.





