spot_img
Homeتراث ومستقبل"قلعة المرقب: حصن التاريخ على الساحل السوري"

“قلعة المرقب: حصن التاريخ على الساحل السوري”

spot_img

تقع قلعة المرقب على هضبة صخرية بركانية قرب مدينة بانياس الساحلية في محافظة طرطوس، وتُعد من أبرز القلاع التاريخية في سوريا. بُنيت على ارتفاع 360 مترًا عن سطح البحر، مما منحها موقعًا استراتيجيًا مهيبًا مكّنها من التحكم بالساحل السوري والطريق القديم بين أنطاكية وطرابلس، إضافة إلى الطرق المؤدية إلى جبال القدموس ومصياف.

النشأة والتاريخ
شُيدت القلعة عام 1062م على يد العرب المسلمين، ثم استولى عليها البيزنطيون عام 1104م، قبل أن تتناوب عليها قوى متعددة مثل الفرنجة، الإسبتارية، والمماليك. في عام 1285م، حاصرها السلطان قلاوون وقصفها بالمنجنيق حتى انهار برجها الجنوبي المعروف ببرج الأمل، مما أدى إلى استسلام الحامية الصليبية وخروجهم في موكب مهيب مقابل ضمان حياتهم وممتلكاتهم.

التكوين المعماري
تتألف القلعة من قسمين: خارجي يضم الأبنية السكنية، وداخلي يحتوي على المنشآت الدفاعية. تحيط بها أسوار مزدوجة مدعّمة بأبراج دائرية ومستطيلة، ومزودة بمرامي للسهام والحجارة. من أبرز منشآتها:

  • البرج الرئيسي: نموذج مثالي للأبراج الدائرية في القرن الثالث عشر، مزود بمرامي تغطي كامل محيطه.
  • الكنيسة: مبنية على الطراز الفرنسي القوطي، وتحوّلت لاحقًا إلى مسجد.
  • برج المراقبة: يُستخدم لمراقبة الساحل والدفاع عن القلعة.
  • المجمع العثماني: مجموعة غرف متعددة المستويات أُضيفت خلال فترة الحكم العثماني.

الأهمية الثقافية والعسكرية
كانت القلعة مركزًا عسكريًا مهمًا خلال الحروب الصليبية، ثم تحولت إلى سجن ومقر للحامية العثمانية. موقعها المنيع جعلها رمزًا للمراقبة والحماية، واسمها “المرقب” يعكس وظيفتها كموقع يُراقب منه البحر والطرق المحيطة.

الترميم والحماية
منذ عام 1959، أُدرجت القلعة ضمن لائحة التراث الوطني السوري، وشهدت أعمال ترميم واسعة شملت تدعيم الجدران، عزل الأسطح، وإغلاق الفتحات الخارجية. كما أُدرجت ضمن مشاريع التعاون مع الاتحاد الأوروبي لتوثيق التراث الدفاعي في منطقة البحر المتوسط.

قلعة المرقب ليست مجرد حصن عسكري، بل هي سجل حيّ لتاريخ المنطقة، يجمع بين العمارة، الدين، والسياسة، ويعكس تعاقب الحضارات التي مرّت على الساحل السوري. هل ترغبين بتحويل هذا المقال إلى مخطط بصري أو محتوى سردي لتصميم ثقافي؟ يمكنني مساعدتك في ذلك.