كنيسة القديس حنانيا في دمشق القديمة تُعد واحدة من أقدم الكنائس المسيحية، حيث يعود تاريخها إلى العصر الروماني. تقع في حي باب توما، أحد الأحياء العريقة في المدينة، وتتميز ببنائها الفريد تحت مستوى الأرض، مما يعكس العمق التاريخي للمكان.
الجذور التاريخية
كانت الكنيسة في الأصل منزلًا للقديس حنانيا، الذي لعب دورًا رئيسيًا في تعميد بولس الرسول بعد رؤيته في الطريق إلى دمشق. تعرضت الكنيسة للهدم وإعادة البناء عدة مرات، وفي عهد الدولة الأموية، منح الخليفة الوليد بن عبد الملك الكنيسة للمسيحيين بعد تحويل كنيسة القديس يوحنا المعمدان إلى الجامع الأموي.
الطراز المعماري
تعكس الكنيسة الطابع الدمشقي التقليدي، حيث يدخل الزائر عبر باب صغير يؤدي إلى فناء داخلي مكشوف. تنخفض الكنيسة تحت مستوى الأرض، ويمكن الوصول إليها عبر درج حجري، وتتميز جدرانها وسقفها المنحوتان في الصخر، مما يمنحها طابعًا فريدًا. كما تضم الكنيسة مجموعة من الأيقونات واللوحات التي تجسد أحداثًا رئيسية في حياة بولس الرسول، إلى جانب مكتبة وقسم خاص بالمقتنيات الدينية.
الأهمية الدينية والثقافية
تمثل الكنيسة رمزًا مهمًا في تاريخ المسيحية في المنطقة، إذ تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم للتعرف على تاريخها العريق. كما أنها مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي، مما يعزز مكانتها كجزء أساسي من هوية دمشق التاريخية.
بزيارتها، يمكن للمرء أن يعيش تجربة تأملية فريدة، مستشعرًا صدى القرون التي شهدت تحولات دينية وثقافية داخل هذه الجدران العتيقة.