spot_img
Homeتراث ومستقبلمتحف الملكة أروى: ذاكرة اليمن المدفونة تحت الغبار

متحف الملكة أروى: ذاكرة اليمن المدفونة تحت الغبار

spot_img

في مدينة جبلة التاريخية، وعلى مقربة من جامع الملكة أروى الشهير، يقف مبنى عريق تختلط في جدرانه الحكايات بالحجارة، إنه متحف الملكة أروى—واحد من الكنوز الثقافية التي تعكس عبق الحضارة اليمنية وثراءها.

كان المبنى في الأصل أحد أجنحة قصر الملكة أروى بنت أحمد الصليحي، تلك المرأة التي حكمت اليمن في القرن الحادي عشر بكل حكمة وشجاعة. ويضم المتحف مجموعة نادرة من القطع الأثرية، تشمل مخطوطات قديمة، أدوات فخارية، نقوشًا حجرية، وحليًّا كانت تُستخدم في العهد الصليحي. هذه المقتنيات لا تحكي فقط عن حياة الملكة، بل ترسم لوحة كاملة عن الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية لتلك المرحلة.

المتحف، للأسف، لا يحظى اليوم بما يستحقه من اهتمام أو صيانة. جدرانه تنوء بثقل الزمن، وسقوفه تتداعى تحت وطأة الإهمال. لكنه ما زال يملك هالة خاصة، كأنه يصدر همسات من الماضي تحثّ الزائر على الاستماع.

زيارة متحف الملكة أروى ليست مجرد رحلة في الزمان، بل هي وقفة تأمل في عظمة امرأة أعادت صياغة التاريخ اليمني وأثبتت أن الحكمة ليست حكرًا على أحد. المتحف، رغم حالته المتعبة، ما زال ينبض بحكاية امرأة وقصرٍ وأمّة.