في خطوة درامية جديدة تحمل طابعاً إنسانياً واجتماعياً، يجتمع النجمان السوريان يارا صبري وجهاد عبده في مسلسل “المقعد الأخير”، من إنتاج شركة أيهم قبنض، وإخراج حسام سلامة، ومعالجة درامية للكاتب لؤي النوري. يتألف العمل من 15 حلقة، ويُنتظر عرضه في رمضان 2026، حاملاً رسائل عميقة موجهة إلى فئة الشباب، التي لطالما عانت من التهميش والضياع وسط ضجيج وسائل التواصل الاجتماعي وقصص الجريمة والخيانات التي غزت الشاشة.
المسلسل يروي حكاية مجموعة من الطلاب داخل مدرسة ثانوية، حيث تتقاطع قصصهم ومواقفهم في إطار يعكس تحديات المراهقة، الفوارق الطبقية، وكفاح المرأة في مختلف مراحل العمر. يارا صبري تجسد شخصية “هناء”، مديرة المدرسة، وهي شخصية صارمة وحاضنة في آن، بينما يؤدي جهاد عبده دور “جميل”، رجل مسن يعاني من الزهايمر، في علاقة إنسانية مؤثرة تربطه بابنته وزوجته، التي تلعب دورها الفنانة رنا جمول.
العمل يضم نخبة من الممثلين الشباب، منهم ماسة الجمال في دور “يارا” الطالبة الفقيرة، وسوناتا سكاف بدور “حلا” المتنمرة، وشيراز لوبية في شخصية “ساندرا”، زميلتهما في المدرسة. كما يشارك في البطولة كل من أسيمة يوسف، محمد خاوندي، جواد كاتبة، وآخرين، في توليفة تمثيلية تعكس تنوع الطبقات الاجتماعية والنفسية داخل البيئة المدرسية.
“المقعد الأخير” لا يكتفي بسرد قصص المراهقة، بل يطرح ثلاث قضايا محورية: كفاح المرأة، الفوارق الطبقية، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الجيل الجديد. ويبدو أن العمل يسعى إلى تقديم معالجة درامية مكثفة، بعيدة عن الإطالة والقوالب التقليدية، في محاولة لبناء جيل أكثر وعياً، وأكثر قدرة على فهم ذاته ومحيطه.
عودة التعاون بين يارا صبري وجهاد عبده بعد سنوات من الغياب تضيف للعمل بعداً عاطفياً خاصاً، خصوصاً أن كليهما يحمل رؤية مشتركة حول أهمية دعم الشباب وتقديم محتوى يرتقي بالدراما السورية بعيداً عن الاستهلاك السطحي. هذا اللقاء الفني يعكس رغبة حقيقية في إعادة الاعتبار للدراما كأداة للتأثير والتغيير، لا مجرد وسيلة للترفيه.