ساعدت خريطة تاريخية يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر في كشف تفاصيل مخفية على أحد أعظم الألغاز في تاريخ أمريكا فقد وفرت معلومات عن مصير المستوطنين الذين شكلوا ما يسمى بمستعمرة روانوكي المفقودة.
وتأسست هذه المستوطنة الصغيرة التي تضم أكثر من 100 مستعمر إنجليزي على جزيرة رونوك قبالة ساحل ما يعرف بولاية كارولينا الشمالية في عام 1587، ولكن يبدو أن المستعمرين اختفوا بعد وقت قصير من تأسيسها بسبب ظروف غير معروفة.
ربما تحتوي الخريطة المذكورة ـ التي رسمها حاكم المستعمرة جون وايت ـ على دليل حيوي قد يكشف ما حدث لبعض المستعمرين على الأقل، وقد رسم وايت الخريطة ـ المعروفة باسم “لا فيرجينيا بارس” ـ لتوثيق المنطقة.
وكشف فحص الخريطة الذي أجراه باحثون عن وجود رقعة ورقية يبدو كما لو أن شخصًا ما قام بتغطية قسم صغير منها لتصحيح خطأ، لكنه لم يرسم أي شيء فوقها.
وقد وجد أن هذه الرقعة – التي تتوافق مع مقاطعة بيرتي الحديثة، على بعد أقل من 100 ميل من جزيرة رونوك – تخفي رمزًا أحمر وأزرق يشبه الحصن.
تشير هذه العلامة المخفية إلى أن الموقع المحدد على الخريطة كان موطنًا لمستوطنة إنجليزية غير معروفة سابقًا.
ولم تتوصل التحقيقات اللاحقة للموقع إلى أي دليل على وجود مستوطنة كبيرة أو حصن، ولكن الفريق اكتشف العديد من القطع الأثرية الإنجليزية، بما في ذلك الفخار، مما أضاف إلى اكتشافات سابقة مماثلة في الموقع.
وتتوافق الاكتشافات مع الفرضية القائلة بأن بعض المستعمرين انتقلوا إلى هذا الموقع بعد فرارهم من جزيرة رونوك، وهو ما قد يفسر جانبًا واحدًا من اللغز، حسبما ذكرت مجلة Popular Mechanics .
ورغم أن الموقع ربما لم يكن موطنًا لجميع مستعمري روانوكي، فمن المحتمل أنه كان بمثابة ملجأ لبعضهم، ولكن لا تزال هناك أسئلة، وقد تكشف التحقيقات الأثرية المستمرة المزيد عن ما حدث لهذه المجموعة من المستوطنين الأوائل.
ما هي مستعمرة روانوكي المفقودة؟
في عام 1587، وتحت قيادة جون وايت، قام أكثر من 115 مستوطنًا إنجليزيًا -بما في ذلك الرجال والنساء والأطفال- بتأسيس مستعمرة على جزيرة رونوك.
كان هذا المسعى بمثابة المحاولة الثانية التي قامت بها إنجلترا لإقامة مستوطنة دائمة في العالم الجديد.
وبعد وقت قصير من وصولهم، واجه المستعمرون نقصًا في الإمدادات، مما دفعهم إلى إقناع وايت بالعودة إلى إنجلترا لشراء الضروريات.
بسبب التأخيرات المختلفة، بما في ذلك الحرب الأنجلو إسبانية، تم تأجيل عودة وايت، ولم يتمكن من العودة إلى جزيرة رونوك حتى عام 1590.
وعند عودته في عام 1590، وجد جون وايت مستوطنة روانوكي مهجورة، دون أي علامة على وجود المستعمرين، ولم يتبق أي من هياكل المستوطنة أو إمداداتها.
دليل
كان الدليل الوحيد هو كلمة “CROATOAN” المحفورة على عمود والحروف “CRO” المحفورة على شجرة. ولم تكن هناك أي مؤشرات على صراع أو معركة.
فسر وايت هذه المنحوتات على أنها رسالة محتملة تشير إلى أن المستعمرين انتقلوا إلى جزيرة كرواتوان (جزيرة هاتيراس حاليًا) – موطن الشعب الكرواتي.
لكن الظروف الجوية السيئة والتحديات الأخرى منعت وايت من إجراء بحث شامل في المنطقة، مما ترك مصير المستعمرين دون حل.
و السبب وراء اختفاء المستعمرين غير واضح وهناك مجموعة من النظريات تتراوح بين المرض والمجاعة والصراعات مع القبائل الأمريكية الأصلية أو القوات الإسبانية، ومع ذلك، لم يتم العثور على دليل قاطع يدعم أي تفسير واحد.