أثار إيلون ماسك مخاوف عميقة في الأوساط الأوروبية بعد أن أبدى دعمه العلني لفكرة انسحاب الولايات المتحدة من الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
جاء ذلك في منشور على منصة “X”، حيث وافق الملياردير الأمريكي على تغريدة تدعو إلى الخروج من المنظمتين، ما زاد من القلق حول مستقبل التحالفات الدولية لأمريكا.
إلى جانب إعادة نشر تغريدة تدعو للانسحاب، أيّد ماسك أيضًا تصريحات لنواب جمهوريين يصفون الناتو بأنه تحالف من “مخلفات الحرب الباردة”، يجب إنهاؤه.
هذه التصريحات تأتي وسط دعوات متزايدة من سياسيين جمهوريين لإعادة تقييم عضوية الولايات المتحدة في الناتو، في ظل توجه إدارة ترامب نحو نهج أكثر انعزالية.
ترامب والناتو: علاقة متوترة
لم يطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علنًا بالانسحاب من الناتو، لكنه أشار مرارًا إلى أنه تحالف غير متكافئ، حيث تتحمل الولايات المتحدة العبء الأكبر من النفقات الدفاعية بينما لا تساهم الدول الأوروبية بما يكفي.
وقد دعا ترامب حلفاءه الأوروبيين إلى زيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يفوق حتى النسبة التي تخصصها أمريكا.
في الماضي، تحدث ترامب في جلسات خاصة عن رغبته في الانسحاب من الناتو، معتبراً أن المنظمة “استنزاف” لموارد الولايات المتحدة، وفقًا لتقارير إعلامية.
وقال مسؤولون كبار في إدارة ترامب الأولى إن رئيسهم تحدث عدة مرات على انفراد خلال عام 2018 عن رغبته في الانسحاب من حلف شمال الأطلسي، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
وفي تصريح مثير للجدل عام 2024، قال إنه قد يشجع روسيا على التصرف بحرية تجاه الدول الأعضاء التي لا تلتزم بمستويات الإنفاق الدفاعي المطلوبة.
الناتو: تحالف عريق في مهب الريح
تأسس الناتو عام 1949 لمنع انتشار الشيوعية، وضمان الأمن الأوروبي، وتعزيز التكامل السياسي للقارة.
وتُعد المادة الخامسة من ميثاقه حجر الأساس في التحالف، حيث تنص على أن أي اعتداء على عضو واحد يُعتبر هجومًا على الجميع. ورغم تصريح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بأن ترامب لا يزال ملتزمًا بهذه المادة، فإن موقف واشنطن تجاه الحلف يبدو أكثر هشاشة من أي وقت مضى.
ماسك والأمم المتحدة: مواجهة قديمة
لم يقتصر انتقاد ماسك على الناتو، بل شمل أيضًا الأمم المتحدة. فالملياردير الأمريكي كان قد دخل في مواجهة مع برنامج الغذاء العالمي عام 2021، عندما تحدّى المنظمة لإثبات أن 6 مليارات دولار من ثروته يمكن أن تحل أزمة الجوع العالمي. ورغم استجابة البرنامج بعرض خطة تفصيلية، لم ينفذ ماسك تعهده بتمويلها.
وفي انسجام مع موقف إدارة ترامب، يرى ماسك أن الأمم المتحدة منظمة غير فعالة، وهو ما يتوافق مع تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي وصف فيها الأمم المتحدة بأنها “لا تُدار بشكل جيد” وتفتقر إلى التأثير الحقيقي في حل النزاعات العالمية، وفقا لـ “ديلي ميل ” البريطانية.
هل تتجه أمريكا نحو عزلة دولية؟
مع تصاعد النزعة القومية في الولايات المتحدة، ودعم شخصيات نافذة مثل ماسك لمواقف مناهضة للتحالفات الدولية، يواجه العالم تساؤلات كبيرة حول مستقبل الناتو والأمم المتحدة. فهل ستتمسك واشنطن بالتزاماتها التاريخية، أم أنها على أعتاب مرحلة جديدة من الانعزالية؟