في قلب مدينة السويداء، حيث تتمازج الطبيعة بجمالها مع عبق التاريخ، يقع المتحف الوطني كواحد من أبرز الحصون الثقافية في جنوب سوريا. هذا الصرح لا يشكّل مجرد مستودع للقطع الأثرية، بل هو مرآة تعكس تعاقب الحضارات النبطية والرومانية والبيزنطية والإسلامية التي طبعت هوية المنطقة عبر آلاف السنين.
جولة بين أقسام المتحف
يضم المتحف مجموعة مذهلة من المنحوتات البازلتية، تبرز فيها دقة الصناعات الحجرية التي اشتهرت بها المنطقة. من أبرز المعروضات:
- لوحة فينوس: تمثال رائع يجسد آلهة الحب والجمال في الأساطير الرومانية، ومن أروع نماذج الفسيفساء المكتشفة في الجنوب السوري.
- منحوتات نبطية ورومانية: تمثل آلهة الحرب والحكمة، وتحكي عن تأثيرات دينية وفنية متعددة.
- أدوات صوانية: تعود للعصور الحجرية القديمة، وتقدّم نظرة نادرة على حياة الإنسان في المراحل المبكرة من التاريخ.
- نقود ذهبية وفضية: من العهد الإسلامي، تؤرخ للتبادل التجاري والسياسي في مراحل متعددة. قيمة ثقافية تتجاوز العرض
لا يقتصر دور المتحف على العرض الجمالي والتحف التاريخية، بل يشكّل منصّة تعليمية وتوعوية للزوار والباحثين. يوفر شروحاً مكتوبة ومصوّرة، ويعتمد التسلسل الزمني لفهم تطوّر المجتمعات المحلية في السويداء وضواحيها.
تحديات الحماية والتوثيق
رغم غناه، لا يخلو المتحف من التحديات:
- مخاطر التنقيب العشوائي والنهب التي هددت بعض محتوياته في سنوات النزاع.
- ضعف التوثيق الرقمي وغياب العرض الافتراضي الذي يحرم الجمهور العالمي من استكشاف هذا الإرث الثمين.
ومع ذلك، هناك جهود محلية ناشئة بدأت بالعمل على رقمنة الأرشيف الأثري وتعزيز التوعية بأهمية الحفاظ عليه.