انطلق في مدينة حلب مشروع “فرص العمل الخضراء” في قطاع قاضي عسكر، ضمن خطة عاجلة لإنعاش البنية التحتية وخلق فرص عمل مباشرة في الأحياء الأكثر تضرراً.
ويأتي المشروع وفق القائمين عليه كثمرة تعاون بين منظمة العمل الدولية في حلب، ووحدة دعم الاستقرار، ومحافظة حلب، ومديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بحلب وحملة “لعيونك يا حلب”، وذلك بهدف خلق فرص عمل مباشرة لمئة وسبعين شخصاً بدخل جيد، إلى جانب تسجيلهم في التأمينات الاجتماعية والمساهمة في جهود إعادة الإعمار.
المشروع يجمع بين تأهيل البنية التحتية والجوانب المجتمعية
كما يركز المشروع على دعم القطاعات التي تعزز فرص الشباب، مثل قطاع النسيج والمشاريع الصغيرة، علاوة على تقديم الدعم التقني وخفض نسب البطالة من خلال إشراك المجتمع المدني في التنفيذ.
وأكد محافظ حلب عزام الغريب في كلمة له خلال اطلاق المشروع في مبنى المحافظة، أن المشروع يتميز بطابع متكامل، حيث يجمع بين تأهيل البنية التحتية ومعالجة الجوانب المجتمعية، مشيراً إلى أن اختيار قطاع قاضي عسكر جاء نظراً لكونه من أكثر المناطق تضرراً.
من جانبه، أوضح رئيس مجلس المدينة محمد علي العزيز، أن هذه المشاريع تُعد مكملة لجهود المجلس في إعادة تأهيل ما خلّفه النظام البائد من دمار، فيما أشار المدير التنفيذي لوحدة دعم الاستقرار منذر سلال في تصريح لمراسلة سانا، إلى أن الأحياء المستهدفة تشمل الحلوانية والسكن الشبابي والميسر والجزماتي وقاطرجي وضهرة عوّاد وصلاح الدين والعامرية.
دعم الشباب والنساء وذوي الإعاقة
وكشف سلال عن وضع خطة عمل بموازنة تقديرية تبلغ واحداً وثلاثين مليون دولار، تركز على استهداف الشباب بنسبة سبعة وستين بالمئة، والنساء بنسبة ثلاثين بالمئة، وذوي الإعاقة بنسبة ثلاثة بالمئة.
من جهته، أكد أحمد حاج علي من مكتب منظمة العمل الدولية في حلب، أنه تم تقسيم العمل إلى خمسة فرق مختصة بفرز الأنقاض وإعادة التدوير، مع تخصيص مجموعة من العمال لتلقي تدريبات على استخدام المكابس، ومن المقرر أن يبدأ التدريب اعتباراً من الأحد المقبل، على أن ينطلق العمل الميداني في الأول من أيلول ويستمر حتى نهاية العام الجاري.
وأضاف: إن المشروع يقوم على عقد جلسات تشاركية مع الأهالي والفعاليات المحلية للوقوف على أبرز الاحتياجات والمشاكل، وخاصة فيما يتعلق بشبكات الصرف الصحي في قاضي عسكر التي تعاني من مشاكل كبيرة في مواسم الأمطار، حيث ستتم معالجتها عبر فرق عمل ميدانية.
خطوة نحو مشاريع أكبر
كما يشمل المشروع وفق سلال، إعادة تأهيل المساحات الخضراء مثل طريق المطار وحديقة الوحدة في الميسر وحديقة ظهر عوّاد، مشيراً إلى أن المشروع يشكل حجر أساس لمشاريع أكبر في المستقبل، مع تركيز خاص على دمج العائدين والمهجرين من خلال توفير فرص عمل لهم ومساعدتهم على العودة إلى حياتهم الطبيعية، كما لفت إلى وجود مشاريع أخرى قيد التنفيذ، منها مؤتمر لذوي الاحتياجات الخاصة في دمشق، ومشروع مماثل في منطقة السفيرة قريباً.