انطلقت اليوم منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري لعام 2026 في اختصاصات (الرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء والمعلوماتية) بمشاركة نحو 3 آلاف طالب وطالبة من جميع المحافظات.
وجرت اختبارات المرحلة الأولى على مدى ساعة ونصف الساعة بالتوقيت نفسه ضمن المراكز الامتحانية في الجامعات بالمحافظات، وتضمنت أسئلة موحدة لكل اختصاص، وذلك بهدف قياس مهارات المشاركين الفكرية والمحاكمة المنطقية، وسيجري تصحيح أوراق الاختبارات بأسلوب مؤتمت ومركزي.
وشارك في تصفيات المرحلة الأولى طلاب الصف الأول الثانوي من مختلف المحافظات، ممن حققوا الشروط العلمية المطلوبة، بمن فيهم أوائل الأولمبياد العلمي للصغار واليافعين لعام 2025 من مرحلة التعليم الأساسي.
497 طالباً وطالبة في كلية العلوم بدمشق
وفي دمشق تمت الاختبارات في كلية العلوم بجامعة دمشق، وتقدم لها 497 طالباً وطالبةً، حيث بينت مديرة الأولمبياد العلمي السوري في هيئة التميز والإبداع دانيا قباني في تصريح لـ سانا، أنه سيتأهل إلى تصفيات المرحلة الثانية الطلاب الحاصلون على أعلى 50 علامة في كل اختصاص من كل محافظة، وذلك وفق ترتيب الدرجات التي حصلوا عليها، مشيرة إلى أن اختبارات المرحلة الثانية ستجري في 13 كانون الأول القادم، لتليها مرحلة التصفيات النهائية التي ستقام في العطلة الانتصافية للمدارس السورية في شهر كانون الثاني 2026 .
تنمية مهارات التفكير والاستنتاج المنطقي
مديرة الأولمبياد، أكدت أن الهدف الأساسي من الأولمبياد هو رفع مستوى الوعي العلمي لدى الطلاب، وتنمية مهارات التفكير والاستنتاج لديهم، مشيرة إلى أن هذه المرحلة تمثل البداية في رحلة المنافسة العلمية المبنية على التفوق والاجتهاد، وتأهيل جيل قادر على البحث الذاتي وتحليل المعلومة، بما يواكب التطور العلمي والمعايير الدولية.
ولفتت قباني إلى أن معايير اختيار الأسئلة شملت كافة درجات الطلاب، مع الأخذ بعين الاعتبار الوصول إلى أفضل اختيار للطلاب القادرين على تجاوز الاختبارات عالية المستوى، لافتة إلى أن الأولمبياد يعمل على التدرج بمستويات الاختبارات، للوصول إلى فريق وطني ودولي قادر على خوض المسابقات الخارجية التي تحاكي مستوى المعايير العالمية، وتحاكي أسئلتها مستوى الجامعات والدراسات العليا في بعض التخصصات.
تحقيق الطموحات المستقبلية
وأكد عدد من الطلاب المشاركين أن هذه التجربة تشكّل خطوة مهمة نحو تطوير قدراتهم وتحقيق طموحاتهم المستقبلية.
وقالت المشاركة في اختصاص (علم الأحياء) شام حميدي: إن الاختبارات كانت شاملة لمختلف مستويات الطلاب وتراعي الفروق الفردية، موضحة أنها خصصت وقتاً جيداً للتحضير، آملةً أن تحقق النجاح في هذه المرحلة التي تراها مهمة لرفع قدراتها العلمية.
أما المشارك في اختصاص(الفيزياء) عمار حلاوي، فأكد أن الأسئلة جاءت متنوعة وتشمل عدة مجالات في التخصص، مبينا أن الاستعدادات كانت جدّية، حيث خصص هو وزملاؤه وقتاً مهماً للدراسة بهدف تطوير مهاراتهم وبناء قدراتهم العلمية.
وفي اختصاص (الرياضيات) عبّرت سيرين مصطفى عن شغفها بالرياضيات، وأهمية الأولمبياد بالنسبة لها، مؤكدة أن دور عائلتها كان محورياً في التشجيع وتوفير البيئة المناسبة للدراسة.
ورأى المشارك في اختصاص (علم الأحياء) نجم الدين قضماني، أن الأسئلة كانت شاملة لمختلف المستويات، معتبراً أن الأولمبياد فرصة لبناء جيل نخبة مبدع، قادر على التعلم المستمر.
من جانبه، أكد المشارك في اختصاص (المعلوماتية) جود الغميان أن الأسئلة ركزت على قياس الذكاء وحل المشكلات بسرعة، وأن مستوياتها تراوحت بين المتوسط والصعب.
ومن أهالي الطلاب، أكدت والدة الطالبة شام النحلاوي المشاركة في الأولمبياد في اختصاص(الرياضيات) رانيا الرفاعي، أهمية الدور الذي يؤديه الأهالي في دعم أبنائهم، وتوفير البيئة المناسبة والراحة النفسية اللتين تمثلان جزءاً مهماً من التحضير، حيث يعود الجهد الأكبر للطلاب أنفسهم.
وقالت والدة الطالبة غادة سعد الدين المشاركة في الأولمبياد في اختصاص علم الأحياء نور العقاد: إن الجهد المبذول من قبل الطلاب للتحضير للاختبارات كان كبيراً، وتمثل المشاركة فرصة واعدة لمستقبلهم، معربةً عن أملها بتحقيق النجاح لابنتها وجميع المشاركين.
وتتضمن منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري سلسلة من التصفيات التي تبدأ من المحافظات، وتختتم بمنافسات نهائية يجري بعدها تتويج أكثر الطلاب تميزاً وإبداعاً ليكونوا جزءاً من الفرق الوطنية التي تمثل سوريا على المنصات العالمية في الأولمبياد العلمي.





